الوضع المظلم
الثلاثاء ٢١ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • السياسي السوري عيسى إبراهيم لـليفانت: النظام يخدع بالألفاظ لتمرير ضرائب جديدة

السياسي السوري عيسى إبراهيم لـليفانت: النظام يخدع بالألفاظ لتمرير ضرائب جديدة
السياسي السوري عيسى إبراهيم

دوّن المحامي والسياسي السوري، عيسى إبراهيم، قبل أيام، منشوراً على صفحته في منصة الفيسبوك، انتقد من خلالها النظام السوري، والوضع المتردي الذي وصل إليه السوريون بعد سنوات طويلة من الحرب التي يدعي انتصاره فيها على مؤامرة كونية.

وقال إبراهيم، وهو حفيد الشيخ صالح العلي، قائد الثورة السورية الأولى في الساحل السوري، إبان الوجود الفرنسي: "يتداعى الوضع بشكل كارثي في سوريا ، خاصة في المناطق تحت سيطرة الأسد الابن، هناك حالة عصيان مدني مُتجَسِّدة بعدم ذهاب عددٍ غالب من الموظفين الى وظائفهم، واستياء عام من مستوى معيشة كارثي".

وأكمل بعد سرد طويل: "هنا أقول للأسد الابن: اترك البلاد وأخرج بعد أن دمّرتها، اتركها وأخرج، كفى كذب وخداع وتشاوف وعناد كل الخيارات انتهت، اتركها وأعطي للسوريين والسوريات، بمن فيهم من دعمك بمآل وسياق ولأسباب متعددة.. من السوريين والسوريات، اعطيهم الحق بوقف تداعي الموت والخراب والتدمير الذي تسببت به".

اقرأ أيضاً: النظام السوري يقتل مسنًا في معرة النعمان ويحاول طمس الحقائق

وحول ذلك، وحديثه عن عصيان مدني مُتجَسِّد بعدم ذهاب عددٍ غالب من الموظفين الى وظائفهم، واستياء عام من مستوى معيشة كارثي، وتقييمه للوضع في مناطق سيطرة النظام، أسباب الانهيار الكبير رغم سيطرته عسكرياً على المساحة الأكبر من سوريا، أوضح المحامي عيسى إبراهيم، لـ"ليفانت نيوز": " وفق ما يصلني، فإن الوضع كارثي من الناحية المعيشية والأمنية، الناس في عوز شديد، بنسبة مطلقة غالبة".

مردفاً: "مع وجود غنى جديد فاحش لبعض الأشخاص التابعين لعائلة الأسد أو المتحالفين معها، هذه العائلة التي تستحوذ على مجمل الثروة، وأصبحت الآن تتقاسمها مع دول وقوى خارجية، ثمناً لمساعدة هذه الدول والقوى، للأسد الابن، باعتباره شخص وزعيم مافيا وليس رئيس لدولة، للبقاء  في احتلاله السلطة".

"هذا الثمن الكبير، انعكس على بنية الدولة وخدماتها ورواتب الموظفين ومخصصات الوزارات والمرافق العامة"، قال إبراهيم لـ"ليفانت"، وتابع: "بعد رهن تقريباً كامل الثروات السورية من غاز ونفط وفوسفات ومصافي ومرافئ، من أجل بقاء شخص يحتل منصب رئيس الدولة، بقاءه سنوات وأشهر وأيام اضافية على حساب بلاد كاملة ثروة وبشراً".

كما تحدث إبراهيم في منشور عن اقتراح حكومي بتخفيض عدد الموظفين بنسبة من 10 الى 15 ‎%‎  من مجمل عدد الموظفين العام، وقال أن هناك 37 ‎%‎  من موظفي قطاع التربية والصحة، تقدموا باستقالاتهم، لكن الأسد الابن وزوجه أسماء الأخرس رفضا الأمر وأصرّا على " عمل المؤسسات ولو بالغصب.

وحيال ذلك، شرح إبراهيم لـ ليفانت تفاصيل معلوماته فقال: "كما فهمت من مصادر متعددة تصلني من داخل الحكومة، أن هناك اقتراحاً قُدّم للأسد الابن لتخفيض عديد الموظفين سواء بالفصل أو بقبول الاستقالات المقدمة من الموظفين، خاصة بقطاعي التربية والصحة وبالنسب المذكورة، بيد أن الأسد الابن وزوجه أسماء الأخرس، التي تمارس دوراً مهماً داخل الحكم، رفضا الاقتراح لأنه كما فهمت من خلال رد الفعل، أن عمل المؤسسات يجب أن يستمر ولو بالغصب، وهذا ينسجم مع طبيعة "النظام" الذي يعتمد دائماً على إصلاح "الصورة"، وليس إصلاح الواقع، ويعتني كثيراً بصورته على المستوى الشخصي أو مستوى البرتوكول وادارة الدولة وأخبارها وهيكلياتها".

واستطرد: "هناك منذ فترة سعي جاد من خلال الفرقة الرابعة وايراداتها التي حلًت محل مديرية الجمارك على الحدود وبالحواجز الداخلية، وكذلك من خلال فرض الضرائب على المستوردات وحصرها بأشخاص معدودين مع زيادة قيمتها، سعي لتأمين رواتب حوالي مليونين وثمانمائة ألف- كما وردني - موظفين  ودفاع وطني وجيش وأمن، هؤلاء الذين أُسمّيهم "المرابعين الجدد" الذين بمآل وسياق التحكم بهم، يستخدمون بمواجهة المجتمع الذي بأغلبه المُطلق ليس لديه أي مصدر دخل ثابت، وبذات الوقت جميعهم مطرح لكل الضرائب".

وبخصوص رؤيته لزيارة الرواتب الأخيرة، وإن كانت زيادة فعلية، بل ضريبة جديدة، كشف إبراهيم لـ ليفانت: "عندما يتم زيادة الراتب مائة بالمائة لعدد قليل من السكان هم حوالي مليونين من موظفين وجيش وأمن ودفاع وطني، وبذات الوقت يزيد سعر المحروقات ثلاثمائة بالمائة، والذي بدوره ينعكس على سعر طيف واسع من المنتجات الأخرى، وكذلك رفع الدعم وغلاء كافة المنتجات والمواد والخدمات، وأيضاً الضرائب المتنوعة على المهن والمنتجات والأراضي والممتلكات، المفروضة على كامل السوريين والسوريات، نُصبح هنا أمام لعبة خداع ولعب بالألفاظ لتمرير ضرائب جديدة بذريعة "الزودة" للموظفين فقط  دون البقية، وهؤلاء حتى مع هذه "الزودة" لا يمكنهم الصرف لثلاثة أيام عيش بحد أدنى طبيعي للأكل والمواصلات فقط".

كما نوّه إبراهيم في منشوره على الفيسبوك، أن التوافق بين الجميع من السوريين والسوريات - ولو بحد أدنى -على كلمة سواء سياسياً هي القرار 2254، قد تمنع تداعيات كارثية قادمة وانهيار تام للدولة ومؤسساتها، يُمكن أن يُستغل من قبل فلول الأسد الابن ودول اقليمية وقوى دولية لإحداث فتنة حرب أهلية تشمل الجميع.

وهو ما فسّره لـ ليفانت بالقول: "شعار "الأسد أو نحرق البلد" يتضح مع الوقت، أنه شعار جاد نهائي لدى المافيا التي تحتل السلطة والدولة بسوريا، بالتعاون مع الخارج".

وأستكمل: "هذا اتضح خلال ما بعد 2011 بشكل أوضح، بيد أن الجديد الذي يصلني متقاطعاً مع مآل وسياق كامل وُضعنا به جميعاً كسوريين وكسوريات، فأن هناك تحشيد معنوي ومادي مثلاً في الساحل لخلافات طائفية ومناطقية وعشائرية، تطرح كخيار أخير حاسم أمام الأسد للحفاظ على "موت الساحل" كضمان لاستمرار حياته وبقاء في السلطة كاحتمال ضعيف ولكنه وارد لديه".

وأشار: "إضافة لعملية الاحتقان المجتمعي التي كرسها "النظام" وكذلك دعمته دول وقوى اقليمية ودولية ولكل غايته بذلك، من حيث تصوير الصراع في سوريا أنه بين "نظام علوي" مقابل "ثورة سنية" وكذلك صراع عربي – كردي، وليس ثورة مُحقة للشعب السوري بمواجهة مافيا تحتل السلطة والدولة كأكثر صيغ الاحتلال التباساً".

وبيّن: "وهذا سنحصد نتائجه - في حال لم يتم تدارك الأمر أمنياً - سنحصد نتائج من خلال بدء نزاعات محلية بمناطق التماس الطائفي والاثني، تُحرِّض عليها فلول الأسد الابن الباقية من المافيا الحاكمة، وكذلك دول اقليمية وقوى دولية تستمرئ الخراب ولعل البارز بهذه القوى ايران نظام الملالي الايراني الارهابي دون أن ننسى دور للجميع ولكل غايته في ذلك، لذلك طرح القرار 2245 مهم وكاحتمال ضعيف نسبة التحقق، لتلافي بعض تداعيات كارثية الأيام هذه والأيام القادمة".

أما حول دعوته لـ بشار الأسد إلى ترك البلاد والخروج بعد أن دمّرها، وإمكانية استماع الأسد لها، قال إبراهيم لـ ليفانت: "الأسد الابن وطريقته في الادارة والصلاحيات، هو تجلي سياسي لمشكلة ثقافية أعمق لدينا في الثقافة".

ولفت: "أقول هذا ليس للتخفيف من كونه مجرم حرب تجب محاسبته، بل لمعرفة تركيبة هذا العقل الذي لديه والذي نحن بفعلنا أو عدم فعلنا خلقناه لديه ولدى أبيه من خلال خمسين سنة من الخنوع، الذي يمكن تبرير بقاءه منطقياً، عقل يعتبر نفسه محور الكون وأبدي ولا يتزحزح عن موقع غنيمة حصّلها ولو كان الثمن تدمير كل شيء في خيار صفري نهائي".

وختم إبراهيم بالقول: "لذلك أميل لافتراض عدم  تجاوبه مع النداء الذي وجهته، وأضيف وأنه لا مطلق الا الرب – الله، ولهذه النسبية المفترضة دعوته ليترك لعل ذلك قد يحدث كأمنية مني إن شئت، ولتكون هذه الدعوة من جهة أخرى "دليلاً" يُضاف لمجمل ما تقدم من فعله الجرمي بحق سوريا، وحق السوريين والسوريات".

والشيخ صالح العلي هو زعيم سوري قادَ الثورة السورية الأولى ضد الانتداب الفرنسي في منطقة جبال اللاذقية، ولد في العام 1883، ووالده الشيخ علي سلمان من قرية المريقب، إحدى قرى منطقة الشيخ بدر حاليًاً في جبال الساحل السوري وهو شيخ ورجل دين وشاعر ومن مشايخ الجبل المعروفين.

ليفانت-خاص

إعداد: أحمد قطمة

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!